Advertising

النجومية في خدمة السياسة .. "ميركاتو المشاهير" يُشعل تحضيرات الأحزاب لإنتخابات 2026

النجومية في خدمة السياسة .. "ميركاتو المشاهير" يُشعل تحضيرات الأحزاب لإنتخابات 2026
12:46
Zoom

في مشهد يعكس تحوّل الحملات الانتخابية إلى سباق على "النجومية"، دخلت أحزاب مغربية، من الأغلبية والمعارضة، منذ أسابيع في سباق مبكر لاستقطاب وجوه لامعة من عوالم الفن والرياضة، استعداداً لانتخابات 2026. هذه الأحزاب باشرت فعلياً ما يشبه "ميركاتو المشاهير"، بفتح قنوات تواصل مباشرة مع شخصيات تحظى بشعبية واسعة، سعياً إلى جذب أصوات الناخبين وتوسيع قاعدة التأثير خارج القنوات السياسية التقليدية.

التجمع الوطني للأحرار: رهان على نجم مونديال 1998

يتصدر حزب التجمع الوطني للأحرار هذا التوجه، إذ دخلت قيادته في مفاوضات متقدمة مع نجم كروي مغربي معتزل، شارك في كأس العالم 1998 ويُعد من أبرز الأسماء في تاريخ المنتخب الوطني. وتشير المعطيات إلى نية الحزب ترشيحه في دائرة حضرية كبرى، قد تكون الدار البيضاء أو أكادير، في محاولة لتكرار سيناريو 2021، لكن بأسماء أكثر ترسخاً في الذاكرة الجماعية.

مصدر من داخل الحزب أكد أن المسألة لا تتعلق فقط بالبحث عن "أسماء براقة"، بل تندرج ضمن خطة شاملة لاستثمار الرأسمال الرمزي للمشاهير في تعزيز الحضور الانتخابي، خاصة في ظل ما وصفه بـ"تراجع الثقة في الخطاب السياسي التقليدي".

الأصالة والمعاصرة: من الشاشة إلى البرلمان

أما حزب الأصالة والمعاصرة، فقد فتح بدوره قناة تفاوض مع ممثلة مغربية شهيرة، تحظى بمتابعة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل ترشيحها في دائرة مراكش. ويأمل الحزب، من خلال هذه الخطوة، في تجديد صورته وإضفاء طابع جماهيري على حملاته، خصوصاً في ظل تراجع المشاركة السياسية لدى فئتي الشباب والنساء.

الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية: مسارات مغايرة

في الاتجاه نفسه، يعمل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على استقطاب عدد من الشخصيات البارزة لترشيحها ضمن لوائح النساء أو في دوائر حضرية كبرى، على رأسها سلا، ضمن مساعٍ لتجديد النخب والخطاب السياسي معاً.

أما حزب العدالة والتنمية، ورغم تحفظه التقليدي تجاه "استيراد النجومية"، فقد فتح هو الآخر قنوات تواصل مع رياضيين سابقين معروفين بتوجهاتهم المحافظة، من بينهم لاعب ودادي سابق يشغل حالياً مهمة تدريبية. ويأمل الحزب في أن يشكل المزج بين "الرمزية الدينية" و"الشعبية الرياضية" معادلة ناجحة في دوائر مثل فاس وآسفي والقنيطرة.

نجوم السياسة: بين الصورة والمضمون

السباق المحموم لاستقطاب المشاهير يعيد إلى الأذهان تجارب انتخابات 2021، التي شهدت دخول عدد من الفنانين والرياضيين إلى البرلمان، من بينهم فاطمة خير، كليلة بونعيلات، مصطفى الخصم، سعيد الناصيري، محمد بودريقة، هشام آيت منا، ونور الدين البيضي. تركيبة جمعت بين الشهرة والسياسة وأثارت جدلاً واسعاً حول جدوى هذه الاختيارات.

غير أن هذا التوجه يواجه أيضاً انتقادات، حيث يطرح مراقبون تساؤلات جدية حول مدى قدرة هذه الأسماء على الانتقال من خانة "الأيقونات الجماهيرية" إلى "فاعلين سياسيين مؤثرين"، خاصة في ظل استمرار تراجع الثقة في الأحزاب وتفاقم العزوف السياسي، كما أظهرت نتائج استطلاعات رأي حديثة.

معركة بدأت قبل أوانها

وبينما لم تكتمل بعد لوائح الترشيحات النهائية، يبدو أن "ميركاتو المشاهير" هذه المرة سيكون أكثر سخونة من ذي قبل، في معركة انتخابية انطلقت مبكراً، ومن المتوقع أن تكون مشتعلة على مستوى الصورة... وربما النتائج أيضاً.

أضف تعليقك

300 / الأحرف المتبقية 300
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

تعليقات (0)

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي ولو.برس

إقــــرأ المزيد